تتجه أنظار عشاق كرة القدم مساء اليوم السبت صوب استاد الأمير فيصل بن فهد بالرياض حيث اللقاء الكروي المرتقب الذي يجمع قطبي الكرة السعودية الهلال والاتحاد ضمن منافسات الجولة الحادية عشرة من الدوري السعودي الممتاز لقاء البطل الاتحاد بوصيفه الهلال للموسم الماضي تنتظره الجماهير الرياضية بشغف بالغ حيث هي على موعد مع الإثارة والندية بين الناديين التي انطلقت قبل المواجهة الكروية بينهما على أحداث قضية كالون واستقالة رئيس الاتحاد منصور البلوي، اللقاء الدوري يجمع أفضل ناديين في الكرة السعودية من جميع النواحي فنيا وجماهيريا وإعلاميا وعلى صعيد نجوم الكرة السعودية التي يزخر بها قد يمنح المباراة رونقا آخر إذا خلا من الشد العصبي وابتعد اللاعبون عن الشحن النفسي الذي يعصف بالمتعة الكروية المنتظرة مساء الليلة .
يدخل الهلال المستضيف المباراة مدعما بالأرض والجمهور ومكبلا بهزة الخروج من البطولة الخليجية على يد شقيقه الاتفاق في الدور النصف النهائي الثلاثاء الماضي ولن يداوي الجراح الهلالية من خروج الفريق من البطولتين الخارجيتين الآسيوية والخليجية سوى نقاط المباراة كاملة على الفريق الكبير الاتحاد لضمان المنافسة على صدارة الدوري التي يتربع عليها الاتحاد بكل جدارة واستحقاق عطفا على المستويات التي يقدمها ونظريا بالأرقام التي تؤكد أن الاتحاد الأفضل في كل شيء حتى الآن حيث لم يخسر أي لقاء ويملك هجوما قويا ودفاعا عنيدا جدا .
اللقاء هام لكلا الفريقين حيث يسعى كل منهما لحصد النقاط الثلاث خصوصا من الجانب الهلالي الذي يلعب على أرضه وبين جماهيره لمواصلة المشوار نحو ملاحقة الاتحاد الذي يسعى هو الآخر لتوسيع الفارق على منافسه الهلال ومواصلة المشوار نحو المقدمة ، كل المؤشرات والمعطيات تشير إلى أن اللقاء سيكون من العيار الثقيل .
(الهلال)
يملك الهلال في رصيده 12 نقطة من خمس مباريات لعبها في الدوري حتى الآن فاز في أربع مباريات وخسر واحدة و له 15 هدفا وعليه 5 أهداف ولدى الهلال ثلاث مباريات مؤجلة ويقف في المركز الرابع ولديه الإمكانية لرفع رصيده والوصول للقمة،
الزعيم يسعى للهروب من محنته بعد الخروج من البطولة الخليجية وعلى حساب العميد الفريق الذي ستكون مهمته أمام الهلاليين صعبة جدا كونهم يواجهون فريقا ليس سهلا يملك من الخبرة الكثير حتى الخروج من مطب اللعب خارج أرضه وبعيدا عن جماهيره ، ويعيش الهلال هزة فنية بغياب عدد كبير من نجومه في البطولة الخليجية لكن عودتهم ستعيد التوازن للفريق ومعادلة الكفة ستجعله جاهزا لمواجهة خصمه في لقاء الليلة .
(الاتحاد)
يقف الاتحاد على هرم الدوري متصدر الفرق بـ 23 نقطة من تسع مباريات لعبها فاز في 9 مباريات وتعادل في مباراتين ولم يخسر أي لقاء ويقدم مستويات ثابتة في جميع مبارياته ولديه من النجوم الكبيرة التي تبقيه في المقدمة فالمهمة ليست مستحيلة على الاتحاد لخطف النقاط الثلاث كاملة أو الخروج بنتيجة ايجابية كونه يلعب خارج أرضه ، لم يستطع أن يوقف الزحف الاتحادي سوى ضيف الممتاز فريق الوطني الذي تعادل معه في مناسبتين كانت الأخيرة على أرض الاتحاد ، ويسعى العميد للحفاظ على الصدارة بالخروج بأقل الخسائر وهي التعادل مع الهلال في أرضه على اعتبار أن هناك مباراة الرد في جدة .
(المعيار الفني للفريقين)
اللقاء هو اللقاء الفاصل والحاسم لنجوم الفريقين لترجيح كفة فريق على الآخر لما يضمانه من نجوم قادرة على جلب الفوز لجهاز فني يملك هذه الكوكبة من النجوم الكبار ولاعبي الحسم ، في الهلال يعود الحارس محمد الدعيع لحماية الشباك الهلالية بعد أن غاب عن لقاء الفريق الماضي لوفاة والدته وهو مصدر أمان للهلاليين بعد المستويات الجيدة التي يقدمها في الآونة الأخيرة ، في حين نجد في الاتحاد تيسير آل نتيف نجم الفريق بلا منازع منذ الموسم الماضي ومستوى ثابت كان له الفضل الأكبر في تألق الاتحاد ، أما على مستوى خط الدفاع فان الخبرة الاتحادية تصب لمصلحة الاتحاد بوجود تكر والمنتشري في العمق الدفاعي وظهيري جنب قويين من الناحية الدفاعية والهجومية والقيام بأدوارهما على أكمل وجه وهما أسامة المولد ( الدوخي ) وعدنان فلاته ، بينما يعاني الهلال من مشكلة في العمق الدفاعي بين المفرج وتفاريس وتذبذب مستوياتهما وظهيري جنب قليلي الخبرة محمد نامي وعبد الله الزوري وان كانا يقدمان من مباراة لأخرى مستويات ثابتة أكدت حضورهما على الخارطة الهلالية .
أما خط الوسط منطقة العمليات فسيشهد تنافسا كبيرا من الجانبين لوجود زخم من النجوم التي لديها الكثير لصنع الانتصار وخلق الفرص ففي الهلال الليبي طارق التايب مهندس الوسط والعلامة الفارقة فيه بالتحركات المدروسة والتمريرات الدقيقة للهجوم إلى جانب الشلهوب والكلثم على الأطراف ، فيما سيكون غياب خالد عزيز يشكل فارقا فنيا على مستوى المساندة الدفاعية من الوسط ويبقى الغامدي والخسران في مركز المحور يقومان بأداء لا يقل جهدا عن عزيز ولدى الهلال أوراق رابحة بالتمياط والدوسري والغنام ويعد خط الوسط الهلالي هو المفتاح الحقيقي لانتصارات الهلال ، ويمثل غياب أفضل لاعب في آسيا المهاجم ياسر القحطاني معضلة كبيرة للهجوم الهلالي وإصابة الصويلح وعدم ظهور المهاجم محمد العنبر بالمستوى المرضي للجماهير الهلالية ، وتبقى مشكلة عدم الاستقرار على تشكيلة من قبل المدرب الروماني كوزمين أولاريو أكبر مشكلة يواجهها الهلال في مبارياته.
في المقابل نجد أن الاتحاد يملك خط وسط قويا صاحب خبرة طويلة بقيادة محمد نور محور انطلاقات الهجمات الاتحادية وصانع لعبه ومهندس الكرات وقدرته للوصول لمراكز الخطورة بأسرع الطرق حيث يلعب بأريحية تامة دون التقيد بمركز وخلفه أبو شقير أو عبد الرحمن القحطاني وهما ثنائي قادر على التحرك السريع ونقل الهجمة بسرعة فائقة لمناطق الخصم ومحوري الدفاع بوجود الدولي سعود كريري وإبراهيم سويد وأمامهم المهاجم الفذ الحسن كيتا الذي يجد الدعم من الخلف من محمد نور والشقير والقحطاني ، وسيعتمد المدرب سليم خليلو فيتش على الهجمات المرتد المضادة التي قد تحرج الهلاليين كثيرا ويتشابه أداء الفريقين نسبيا في الرسم داخل الملعب لكن التنفيذ والغزو للمرمى يختلف إلى حد ما ، يتميز الاتحاد باستغلال الكرات الثابتة والعرضيات التي ستشكل خطورة على المرمى الهلالي .
عموما نتمنى أن تعكس المباراة مستوى الكرة السعودية وتستمتع الجماهير بسهرة كروية بين عملاقين كبيرين يصعب التوقع معهما بنتيجة المباراة.