طبيعي أن تتأثر أسرة النجم الدولي ياسر القحطاني بما أحيط بابنها من اهتمام متزايد عبر وسائل الإعلام جراء حصوله على جائزة أفضل لاعب آسيوي لعام 2007 وجاء هذا التفاعل عبر حرص وسائل الإعلام المختلفة في الحديث مع الأسرة ومعرفة رأيها في الإنجاز الأخير .
( الميدان ) لبى دعوة القراء الكرام في استطلاع آراء أفراد عائلة النجم ياسر من قبل والده ووالدته وأشقائه وكانت هذه الحصيلة من المعلومات عن النجم لا سيما في أمور تخفى على القارئ عن طفولة اللاعب ودراسته وغيرها من الأمور الأخرى البعيدة عن المستطيل الأخضر .
والده : دعم القيادة هو الأساس
في البداية كان الحديث مع والده الشيخ سعيد بن مصلح القحطاني وكان هذا نص الحوار معه ..
برأيك ما العامل الأساسي لحصول ياسر على الجائزة ؟؟
ـنجاح ياسر أو غيره من الشباب السعودي في أي مجال وأي ميدان من المنافسات الشريفة راجع بعد توفيق الله إلى الدور الكبير الذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين إلى هذا الشباب وما حصل عليه ياسر هو ترجمة لهذا الدعم الكبير .. وترجمة أيضا للدور الكبير الذي يقدمه سمو الرئيس العام وسمو نائبه في هذا المضمار ..
طفولته .. عاشق
حدثنا في البداية عن طفولة ياسر كيف كانت وكيف تعلق بالكرة ؟؟
ـكنت أحرص على دراسته وهي الأهم بالنسبة لي وكان يعشق الكرة وتم اتفاق بيني وبينه مفاده أنني أتيح له ممارسة الكرة طالما كان متفوقا في الدراسة وعلى هذا الأساس سار في المشوار بكل نجاح .. كما أنني اشترطت عليه أن يدخل القسم العلمي في الثانوية ولبى ياسر هذا الطلب .. وعلى فكره ياسر كان في طفولته مشاكسا لكنه مرح وميزته في الطفولة أنه متحدث جيد مع الكبار وكان يجمع أطفال الحي للعب الكرة وهناك من هو أكبر منه وهذه الصفة جعلتني أدرك أنه قد يكون شخصا قياديا في المستقبل .
موهبته من المدرسة
ومتى شعرت بأنه موهوب في كرة القدم ؟
ـ عندما كان في المرحلة الابتدائية وحصل على جائزة أفضل لاعب في المدرسة في إحدى السنوات وكانت المدرسة من ضمن مدارس جامعة البترول والمعادن آنذاك وحصل أيضا على أفضل لاعب في المرحلة المتوسطة ومن هنا شجعوه للالتحاق بأحد الأندية .
عبد الحكيم تولى تدريبه
ومن الذي شجعه في البداية ؟
ـشقيقه عبد الحكيم كان يدربه في الصغر ويعلمه اسماء اللاعبين والفرق والمنتخبات ولكننا كعائلة رفضنا تسجيله في أي ناد إلا بعد اكتمال المرحلة الثانوية وهذا ما حدث بالفعل .
اللقب الجديد
ولكن كيف تلقيتم خبر الجائزة ؟
ـ بصراحة كنت متفائلا لا سيما بعد قراءتي ( الميدان ) قبل يوم من الجائزة وفيها معايير الاتحاد الآسيوي للجائزة ومنها اقتنعت بأن ياسر سيحصل على الجائزة , وكان ياسر قد اتصل بنا من سيدني قبل الذهاب إلى الحفل وطلب مني ومن والدته الدعاء له بالتوفيق وحاولت أن أبعد عنه الضغوط النفسية خاصة أن عدم الحصول على الجائزة قد يسبب له إحباطا بسيطا لا سيما أنه يمثل وطنه في هذه المناسبة .. وهناك الملايين التي تنتظر حصوله على اللقب والحمد لله ذهبت الجائزة له ونحن نحيي العراقيين نشأت أكرم ويونس محمود لأنهما كبيران أيضا في مجال كرة القدم .
والدته التزمت غرفتها
وكيف كانت لحظات الأسرة أثناء الحفل ؟
ـ والدته رفضت أن تشاهد الحفل لقلقها وذهبت لغرفتها وقالت لنا : إذا فاز ولدي فنادوا علي وأنا هيأت أبنائي للخسارة وهو أسوأ الاحتمالات وبدون شك فإن محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لعب بأعصابنا كثيرا أثناء الحفل ونجح في أن يكون الحفل مثيرا للغاية وأخفيت توتري أمام أبنائي أثناء الحفل ونحن نشاهده عبر التلفاز وعندما أعلن عن فوز ياسر باللقب تعالت الأصوات وخرجت والدته من غرفتها فرحة لأنها أدركت أن ابنها فاز بالجائزة .
لم أستغرب طلاقته بالإنجليزية
وماذا عن لغته الإنجليزية أثناء الحفل ؟
ـ لم استغرب منها ولم افاجأ لأنني أعرف إجادته لها ولكنني فوجئت بأنه ارتجلها وهذا الذي جعلني استغرب خاصة أن الظروف التي كان عليها بعد إعلان الجائزة كانت عصيبة جدا حتى ولو أعلن اسمه كفائز باللقب .. وأعتقد أن ياسر كان لبقًا في حديثه ولغته ومفرداته .
عبد الحكيم : بكينا جميعا
أما شقيقه عبد الحكيم فقد أجاب عن أسئلتنا بكل شفافية واليكم النص :
كيف عشتم لحظات التتويج وما قبله وما بعده ؟؟
ـطبيعي أن يكون الموضوع شاغلنا منذ أن غادر القاهرة واتجه لسيدني وكانت الاتصالات مستمرة معه لحظة بلحظة وكانت الشائعات قبل إعلان الجائزة بيوم واحد قوية ومنتشرة بعد حصول القناص على اللقب ولكننا كنا متفائلين وبقوة وكانت مشاهدتنا للتلفاز أثناء حفل إعلان الجوائز عصيبة جدا وأصواتنا ودموعنا صالت وجالت بعد إعلان الفوز وحمدنا الله وشكرناه على فضله .
والدته الأكثر تشجيعا
بصراحة .. من أكثر واحد في الأسرة تشجيعا لياسر أثناء الحفل ؟
ـوالدته بالطبع .. فهي الأكثر حماسا وبكاء .
بالضبط .. ماذا فعلتم بعد إعلان الجائزة ؟؟
ـ أمرنا الوالد بالسجود لله وشكره على توفيقه لأخينا ياسر بالحصول على الجائزة .
ومن أول من هنّأ العائلة بالفوز ؟؟
ـ عمي محمد أو مهند فهو أول المتصلين للتهنئة وتلقى والدي ووالدتي التهنئة من الجميع .. فالجوال والثابت لم يهدأ طوال اليوم بعد إعلان الفوز باللقب .
نعم نؤيد ذلك
** هل تؤيد احترافه خارجيا ؟؟
ـ طبيعي أن نؤيد ذلك وناديه كذلك .. فنحن نريده أن يكمل المشوار وينجح في تجربة الاحتراف الخارجي ولكنني أنصح ياسر بأن تكون التجربة مدروسة قبل أن يخوضها حتى ينجح في المهمة الجديدة .
والدته تحكي أصعب اللحظات
أما والدة اللاعب ياسر القحطاني فقالت : ( أصعب اللحظات كانت سفره من القاهرة إلي سيدني حيث أحسست بأن ابني وسط ضغوط كبيرة جدا وكنت أتمنى أن لا يحبط في الحفل لأن هناك الكثير من الآمال معلقة عليه وعدم فوزه سيسبب إحباطا كبيرا له ولمحبيه وجمهوره والحمد لله ذهبت الجائزة له وبصراحة كنت خائفة عليه ولكن والده أخبرني بأن هناك مسؤولين من الاتحاد السعودي معه في سيدني فاطمأن قلبي .
فيصل كاتم أسراره
شقيقه الأصغر فيصل يعتبر بمثابة كاتم الأسرار لشقيقه ياسر وهذا نص الحديث مع شقيقه فيصل :
يقولون إنك كاتم اسرار ياسر .. هل هذا صحيح ؟ وما ذكرياتك مع صديقك وشقيقك ياسر ؟؟
ـ لا ادري كيف توصلتم لهذه المعلومة ، فكأنكم كنتم ترافقوننا منذ الصغر.. فالحقيقة أنني كنت قريبا من ياسر معظم الاوقات بحكم التقارب العمري بيننا وكان عبد الحكيم يتولى مهمة تدريب ياسر .. اما انا فكانت موكلة لي مهمة مراقبة باب المنزل لأطلع على مجيء الوالد وابلغهم بقدومه قبل ان يضبطنا متلبسين بلعب كرة القدم وفي بعض الاحيان كنت انشغل بالحديث مع الاصدقاء خارج المنزل ولا استطيع ابلاغهم بقدوم الوالد الا متأخرا .. فكانوا يعاقبونني بالحرمان من الذهاب معهم الى المتنزهات وفي المرات القادمة كنت اتذكر مرارة العقوبة فأكون شديد الحرص على المراقبة وابلاغهم بكل شيء قبل فوات الاوان .
ومن الاشياء التي لا تنسى التحدي الكبير الذي كان يطلق شرارته عمي ابو مهند فعندما انتقل ياسر للهلال كان عمي يتحداه بأنه لن يستطيع ان يسجل ويشتعل صراع التحدي على اشده وذلك من اجل تحفيز ياسر على التسجيل وفي النهاية كان ياسر يكسب التحدي .
وبماذا ينصح الوالد ابنه بعد الجائزة ؟
- نصيحتي بأن تكون هذه الجائزة حافزا له لتقديم الافضل وان الجائزة ما هي الا نتاج دعم المسئولين ومن زملائه بالمنتخب والنادي وجميع محبيه واطالب الاعلام بأن لا تضعه تحت ضغط الجائزة وعلى ياسر ان يبذل مزيدا من الجهد وقد يتعرض لسوء حظ بعد الجائزة .. فعلى الاعلام الا يقسو عليه .